اراء حرهمقالات

الفقر المائى. وسد النهضة «لماذا إسرائيل تريد التطبيع مع الكونغو»



بقلم بسمة الجوخى


يرى البعض أن أزمة سد النهضة هى الأزمة الكبرى للفقر المائى الآن فى مصر ؛ولكن سبق وتحدثت عن ذلك بأن سد النهضة لعبة سخيفة من إسرائيل لوضع مصر فى دائرة حلها دون النظر لبدائل آخرى؛ ولا شك أن مخطط سد النهضة من ضمن الأسباب ولكن ليس السبب الرئيسى ؛ والفقر المائى موجود فى مصر قبل سد النهضة.

ويوجد إثبات على ذلك بالرجوع إلى حصة مصر من الماء قبل وبعد على مر السنوات السابقة؛ والآن مصر تختلف مع أثيوبيا على ٥٥ مليار متر مكعب من الماء ؛ وأثيوبيا الآن رغم كل الاتفاقات أو المطالبات بعدم الملئ الرابع وهى تسمع و لا تبالي ؛وسيتم حتما الملئ الرابع للسد ؛ هل يوجد حل لذلك ؟! بالطبع لا يوجد لأن أثيوبيا تسير وراء إسرائيل ووراء مصالحها الناتجة من وراء بناء سد النهضة .


إذا لابد مثل ما ذكرت سابقا أن الحكومة المصرية تبحث لبديل قوى وأقوى من سد النهضة ينبغى النظر إلى الأمام وعدم الرجوع للخلف ؛ فمحاولة حل أزمة سد النهضة أصبحت مستحيلة؛ أولا: لأن أثيوبيا لا تسمع لأحد وتفعل ما تريد وإسرائيل فى نفس الوقت تدعمها و ثانيا : لا يمكن الحرب معها لأنها غير مجدية: وثالثا : استحالة هدم سد النهضة ؛ فلماذا يتم التحدث فى مشكلة سد النهضة كثيرا على مدار سنوات منذ بناء السد و بغير جدوى ؟! أى مشكلة تحل بالمواجهه وأخذ القرار الحاسم .


المواجهه بأن بدلا من طلب حل الأزمة من المجتمع الدولى ؛هو أن يعرف المجتمع الدولى أن إسرائيل تدعم أثيوبيا والأخيرة توافق على هذا الدعم وترى مصالحها فيه وسوف يتم الملئ الرابع للسد دون الاعتبار ابدا لمطالب مصر وأن مصر ستأخذ قرار لمصالحها دون الرجوع لأحد مثلها مثل غيرها من الدول ؛


يتبقى الحل؛ فمثل ما كل بلد ترى وتنظر إلى مصالحها فقط ولو على حساب غيرها من الدول الآخرى ؛ فمصر لها كل الحق بأن ترى مصالحها ومصلحة شعبها ولا تبالي لأى أحد آخر ؛وهذا أقل رد على عدم مبالاة معظم الدول لمصالح مصر ؛ والجميع يعرف إنه يوجد نهر الكونغو الذى هو ثانى أكبر نهر فى إفريقيا بعد نهر النيل وفائض المياه منه يبلع تقريبا تريليون وأكثر متر مكعب.

فإذا تم الاتفاق مع الكونغو على الاستثمار المائى لنهر الكونغو لصالح مصر والسودان؛ فهذا سيحول مصر جذريا فى مجالات الطاقة ويعيد الحياة الزراعية بكامل قوتها التى لم ترى من قبل؛ فمن مميزات نهر الكونغو إنه لا يوجد فيه تقسيم دولى بل يتواجد فى دولة الكونغو فقط.

فلا يوجد مشاكل قانونية ؛ وإذا تم الاتفاق والموافقة بين مصر والكونغو ينبغى حينها ضخ أموال لهذا المشروع العظيم بدلا من إهدارها على الحفلات وكرة القدم والإعلام الموجه؛ وبهذا المشروع سيحدث اكتفاء لأفريقيا من الكهرباء ويحدث انعاش للحياة الزراعية التى هل جزء رئيسى من حل أزمة التضخم بمصر وستنتعش الزراعة فى مصر بطريقة لا يسبق لها مثيل.

وهذا الحل يعتبر الحل الأمثل والجذرى لمشكلة الماء فى مصر بعيدا عن مخطط سد النهضة ومهاتراته التى لا تأتى بأى جدوى ؛ فمصر أكبر من إهانة نفسها بين الحين والآخر بالتحايل على الدول لحل هذه المشكلة المخطط لها.

والرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية دائما يحاول ولهذه اللحظة بأن يتم الحل الودى لتلك الأزمة؛ ومصر دائما فى كل وقت لم تحاول ابدا احتلال بلد أو الحرب معها أو فعل أى أذى بها إلا إذا بدأت أى دولة بأذى لمصر وهذا فى منتهى القوة والحكمة فمصر أكبر من ذلك.

ولكن إلى هذا الحد فنقطة ومن أول السطر ؛ ينبغى السعى لمصالح مصر وشعبها ؛واتفاقية الكونغو إذا تمت وأخذت جديا بعين الاعتبار فهذا سيعود لمصر بالخير دون الأذى لأحد؛ وحتى إذا وجد أذى فلا يهم ابدا لأن معظم البلاد الآن تتخذ القرارات التى فى صالحها دون النظر على هذه القرارات إذا كانت يوجد بها ضرر سيلحق بأى بلد آخرى


والأمل الآن أن يتم التحرك لمحاولة الاتفاق مع الكونغو قبل زيارة إسرائيل


فهى تريد التطبيع مع الكونغو وبسرعة لمنع أى اتفاقات بين الكونغو ومصر فهى سوف تسرع من التطبيع وعرض وتنفيذ مشروعات تقيمها مع الكونغو والاستفادة من الجهتين من جهه ضمان وجودها الشؤم فى إفريقيا والتمتع بثرواتها والسيطرة عليها ؛ وفى نفس الوقت حصار مصر من جميع الاتجاهات ؛ والأهم توسيع فجوة الفقر المائى لمنع مصر من التقدم والاكتفاء التى ستجنى مصر ثماره إذا اتفقت مع الكونغو.


فينبغى على الحكومة أخذ أى شىء فيه مصلحة مصر بعين الاعتبار ودائما البحث عن البدائل والتوسع بدلا من النظر من جهه واحدة وفى دائرة مغلقة ؛ فلا يوجد أزمة وليس لها حلول أو بدائل لحلها ؛ وهذا الحل من التنمية المستدامة التى تدرس الآن ؛ هل هى دراسة فقط وكلام ؟! لابد أن تكون فعل ينهض بالبلاد وبتقدمها ؛ فمثل ما دائما تخطط إسرائيل لدمار الشعوب.

لابد من الرد عليها بخطط أيضا تكون فيها مصلحة البلاد ؛ وبدلا من البكاء على ٥٥ مليار متر مكعب لم تحصل مصر عليهم بسبب سد النهضة ؛ فيوجد نهر الكونغو بفائض يفوق التريليون متر مكعب وفى نفس الوقت لا تتجرأ أى دولة غربية بالرفض أو التدخل لأن نهر الكونغو لا يخصهم فيه شىء؛ فهو نهر يتواجد بداخل دولة واحدة وغير مقسم دوليا.

Ahmed Darwish

رئيس مجلس الإدارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار