
بقلم : بسمة الجوخى
من أخطر ما يكون أثناء الأزمات التى تمر بأى بلد سواء احتلال أو ثورات أو حروب أهلية وفتن أو تواجد ميليشيات للتخريب هو تضليل الإعلام للعالم ونشر أكاذيب وإخفاء الحقائق؛ الآن تطبق نظرية (حراس البوابات التلفزيونية) فهم يقومون بالتأثير على عقول المشاهدين من خلال نشر أخبار آخرى وإخفاء أخبار معينة فهؤلاء أهم صناع العلاقات الدولية فهم يشكلون اتجاهات الرأى العام ويأثرون على العالم؛.
فهى أخطر من الفتن لأنها توجه للعالم بأكمله وتستطيع تغيير ميول واتجاهات الشعوب لما يريدونه فقط؛ ففى الحرب العالمية الثانية قرر هتلر بضرورة وجود جهاز الراديو فى كل منزل لتوجيه وتشكيل اتجاهات الشعب باستخدام شعارات الوطنية واستراتيجيات دعائية فأثر على العالم وعلى الشعب الألمانى بجهاز الراديو وفى هذا الوقت كان من الوسائل الرخيصة ولكنه أتى بما يريد هتلر .
وما يبث الآن من قنوات تلفزيونية ومواقع إلكترونية محددة ما هو إلا تطبيق لهذه النظرية فهى أشبه بالسحر الذى يسيطر على الإنسان بل وأقوى؛ كل ساعة تبث فيديوهات موجهه لأغراض محددة عما يحدث فى السودان وإشعال الفتن وإثارة الغضب والتخويف؛ فهذا الكيان مجرد تماما من الإنسانية التى يناشدون بها ! فهذا الكيان المظلم استخدم الإتصال الذى هو تكريم من الله عز وجل للإنسان إلى نكبة يدمر ويخرب بها العالم وألغى كل حقوق الاتصال من حق وواجب ومسؤولية وحرية التعبير بكلمة الحق؛
هذا الكيان سارق الحضارات يأخذ ما خلقه الله عز وجل من نعم ويستخدمها للتخريب فهو أخذ فكرة الإعلام من الحضارة الإسلامية ففترة المعرفة ونشر الدين وتطور الحضارة كان الاتصال من أسبابها فالمدينة المنورة أول مجتمع معرفى فى العالم والنبى محمد صل الله عليه وسلم كان يؤثر على الناس ويدعوهم للدين الإسلامى والهداية بالإتصال والاندماج مع الناس وتعليمهم ؛
وهذا الكيان أخذ الفكرة وطورها للتخريب والدمار واستطاع بتطور الإتصال الوصول لكل العالم وتوجيههم لما يريد ؛ فالسيطرة على العقول من أخطر حروب الجيل الخامس فهى أشبه بشركة تدير عقول الشعوب؛
وقد فوجئ المصريين بفيديوهات فى الفترات السابقة بعد مباشرة ارتفاع الأسعار بتجمعات من الناس تطالب بإسقاط النظام وبعدها مباشرة تم تكذيب هذه الإشاعات واتضح أن هذه الفيديوهات مفبركة ومنها قديم ؛.
ما يثير الدهشة بإنه مازال يوجد كثير من الشعب يصدق كل ما يذاع رغم معرفتهم بسيطرة الكيان على الإعلام الذى هو من الأسباب الرئيسية لما يحدث الآن فى العالم ؛فهذا الكيان شكل الاتفاقات والواقع العالمى وزاد من قوته وسيطر على اتجاهات الرأى العام وعلى الشعوب وأصبح أهم صناع العلاقات الدولية وبنوا سياستهم الخارجية والداخلية بهذه الطريقة ؛
وهذه الطريقة أشبه بوسوسة الشيطان وبكل سهولة استطاعوا التأثير وتغير ولاء وانتماءات معظم الشعوب وتشتيت وعيهم وأفكارهم وهذا الأسلوب استخدمته كثيرا الجماعات الإرهابية فى التدمير وضم الشباب لهم بالسيطرة عليهم من خلال هذه النظرية؛ وما يتم نشره الآن من فتن بين مصر والسودان فى ظل أزمة الأسعار التى تمر بها مصر فهى بالفعل لا تكفيهم؛ فهم يريدون محاوطة مصر بجميع الأساليب الشيطانية يريدون إنهاك قواها بالسيطرة حتى على البلاد التى تكون على حدودها وتربطها بهم علاقات طيبة وتعاون ودعم ؛ وفى نفس الوقت يحاولون إدخال السودان فى نفق مظلم طويل الأمد ويسيطرون عليها ومن أبشع الفتن التى حدثت إلى الآن التعليقات التى تم بثها على المواقع فيما يحدث فى السودان من فتنة بين الجيش المصرى والسودانى.
وما يحدث فى هذه الحرب الإعلامية ما هى إلا تصريحات عديدة كاذبة ومثال على ذلك نشر خبر بأن مصر ستضرب سد النهضة وبعد ذلك تصريح بتهديد أثيوبيا لمصر ؛وقنوات تنقل أخبار بإنه تم السيطرة على السودان من حميدتى؛ وبعد ذلك يبث فيديو من الجيش السودانى ويصرح بإنهم نجحوا فى السيطرة على مايحدث وفى طريقهم إلى تخطى هذه الأزمة وأن معظم ما يقال أخبار كاذبة ويطالب بعدم التصديق؛ وهذا هو الصحيح ينبغى عدم التصديق لهذا الإعلام الصهيونى المضلل المدمر
فالسلام هو العدو الأساسى لهذا الكيان المظلم…
حفظ الله مصر والسودان وكل الأمة العربية