بقلم / د بسمة الجوخى
ويظل الجميع ينتظر ردة فعل قوية من الدول العربية لدعم الشعب الفلسطينى،
واتحاد الأمة العربية والإسلامية وإعلاء كلمة الحق ،والوقوف بجانب الشعب الفلسطينى أمام هذا الاحتلال الطاغى.
ويكون هذا طوفان العرب جميعهم ،
وللأسف الشديد يفيق الجميع على واقع مؤلم ومخزى وصدمة كبيرة ،
قد خان العالم الإسلامى فلسطين كأخوة يوسف ،
ولأول مرة ندرك بأن فلسطين الحبيبة ليست محتلة ، بل على مدار ستة وسبعون عاما وتحاول إسرائيل إحتلالها.
وتقاوم فلسطين هذا الاحتلال الغشيم، ولكن
الاحتلال الحقيقى والذى حدث بالفعل هو احتلال الدول العربية ،
هذه الدول هى التى احتلت ورضخت للشيطان وأعوانه،
إذا فلسطين إلى الآن لم تحتل بل تقاوم هذا الاحتلال الطاغى ولم ترضخ.
ولكن باقية الدول العربية هى التى تحتاج للدعم ولكن ما الدعم الذى تحتاجه الدول العربية ؟!
تحتاج الى دعم شامل يتغلغل إلى عقلها وقلبها لترجع لرشدها وطريقها الصحيح.
تحتاج لطوفان يجعلها تفيق وترجع إلى الله وتعرف أنها خليفة الله على أرضه، ومن واجبها الدفاع عن دين الله والمسلمين ،والمقدسات الإسلامية ،
تحتاج للرجوع لفطرتها السليمة التى انتكست وتصبغت للأسوأ ،
تحتاج إلى صحوة روحية وانتفاضة ، وهذا أصعب دعم.
وبعد كل ما عاشته فلسطين ومازالت تعيشه لا تحتاج لدعم الدول العربية ،
بل الدول العربية هى التى تحتاج لدعم فلسطين الحبيبة.
وقد تخاذلت وتقاعست الأمة الإسلامية والعربية عن دورها فى الحفاظ على دينها وهويتها ووحدتها ومقدساتها ، والوقوف بجانب فلسطين وشعبها،
وهذا تقاعس سيحاسبون عليه أمام الله عز وجل،
فقد تناسوا دينهم وظنوا أن الدنيا دار خلود ولم يتذكروا وعد الآخرة.
فينبغى أن نوجه كل الشكر والامتنان للشعب الفلسطينى على الدرس الذى لقنه لهذه الدول العربية ،
فى قوة الإيمان بالله والغيرية والنخوة والشرف والرجولة والصمود والتحدي والصبر ،
فقد أظهروا خيبة وفضيحة العرب بدون قصد،
وسكوتهم وتخاذلهم ما هو إلا ذل وضعف وخوف ، ودعم لهذا الكيان المظلم ،
فحكام الدول العربية أصبحوا مغيبين ، وران الله على قلوبهم.
فهل بعد كل ذلك ننتظر دعم من دول عربية محتلة لدولة فلسطين،
التى تقاوم الاحتلال منذ ستة وسبعون عاما بقوة وصمود وتحدي.
بقلب مؤمن راضى يفعل كل ما بوسعه وينتظر نصر من الله وفتح قريب ؟!
وكأن اليوم يفيق الجميع على أن الدول العربية هى التى احتلت وليست فلسطين ، وينبغى لها أن تتحرر.
حفظ الله فلسطين الحبيبة والقدس، والمسجد الأقصى الشريف مسرى نبينا ، والشعب الفلسطينى الباسل العظيم ونصرهم الله نصرا مبينا.
