اراء حرهشريط الاخبارمقالات

البشير أحضر العفريت ولم يصرفه ..حروب الجيل الخامس التى لا تنتهى ماذا يحدث فى السودان؟!


بقلم : بسمة الجوخى


منذ عام ٢٠٠٣أسس البشير مجموعة من الرعاة العرب لمحاربة المتمردين الأفارقة فى دارفور مؤلفة من رعاة إبل من عشيرتى المحاميد والماهرية من قبائل الرزيقات فى شمال دارفور تستطيع هذه المجموعة أن تدخل للغابات وبكل سهولة وترأس هذه المجموعة محمد حمدان دقلو المشهور بحميدتى الذى أطلق عليه البشير ( حمايتى ) وهذه المجموعة هى حاليا قوات الدعم السريع ومن تاجر إبل إلى الذراع الأيمن للبشير ولفريق بصلاحيات لا تمنح إلا للجيش وزوده بالأسلحة الخفيفة وسيارات دفع رباعى وهذا آثار سخط الظباط؛ وقبل بضعة أيام من الإطاحة بالبشير خيب حميدتى ظن البشير وتخلى عنه وساعد فى الإطاحة بالبشير واعتبر الشعب السودانى أن ذلك ايجابيا ؛

ولكن حميدتى فى هذا الوقت فعل ذلك بغرض تلميع صورته وكسب مشاعر الشعب السودانى المعروف بطيبته وصرف انتباه العالم عن انتهاكه لحقوق الإنسان التى ارتكبتها قوته فى دار فور؛ البشير حضر العفريت ولم يستطيع صرفه بل هو الذى ساعد فى الإطاحه به ؛وفى يوم الأربعاء السابق الموافق ١٢ إبريل خرجت قوات الدعم السريع لبناء جسر عند مطار مروى والأقوال متضاربة فى ذلك؛

فتحرك سريعا الجيش السودانى بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وبدأت الاشتباكات التى أسفرت عن وجود قتلى وجرحى من المدنيين والجيش السودانى
ومنذ عام ٢٠٢٠ وإسرائيل تحاول التطبيع مع السودان وفبراير ٢٠٢٣ صرح الفريق عبد الفتاح البرهان بالموافقة بشروط وإسرائيل تراهنت على أنها تغير ما قيل فى مؤتمر القمة الرابع اللاءات الثلاث الذى عقد عام ١٩٦٧ بعد النكسة تتضمن كلمات صرحت بيها السودان ( لا للتفاوص لا للصلح لا للاعتراف بدولة إسرائيل ) ودامت شرعيتها من شعبها الذى لا يعرف الخضوع.


ولكن الشيطان دخل السودان متمثل فى رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو دخل بقدمه الشمال الملعونة ؛ونرى ما حدث فى السودان الآن؛ لماذا الدول العربية تطبع مع هذا الكيان الشيطانى ؟!فهؤلاء لا عهد لهم ولا ميثاق كما قال رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم) ولن تجنى أى دولة طبعت مع إسرائيل إلا الخراب و السراب الذى يحسبه الظمآن ماء والشواهد كثيرة فلماذا الدول العربية تلدغ من الجحر مرتين ؟!!

منذ الغزو الروسى وأكثر بلد مقصودة هى مصر أولا والدول العربية بعد ذلك ؛والتصريحات المفاجأة على الاقتصاد المصرى وعلى الجنيه المصرى؛

وبعد ذهاب الرئيس عبد الفتاح السيسي للسودان أرى أن إسرائيل تريد التطبيع مع كل الدول العربية بالنغمة الحقيرة المعتادة التى يكسوها البجاحة وهى السلام عجبا يا قتلة الأبرياء والأطفال يا من تستحلوا البلاد وثروتها وتستحيوا عرض شعبها ! لم تستطع إسرائيل الصبر على التطبيع من الممكن أن تكون الشروط ليست فى صالحها مثل شروط المملكة العربية السعودية بإحلال الدولتين وإقامة دولة فلسطين. وإذا تم التطبيع على أكمل وجه فجميع العالم يرى الآن ما حدث فى السودان أثر هذا التطبيع ؛

وأخذت إسرائيل الآن طريقها المعتاد السهل بحرب هجينة داخل السودان؛وهذا ما حدث فى جميع الدول العربية تبدأ حركة معينة تبحث عن دعم سياسى ثم تفعل عمليات صغيرة ثم تسيطر على مساحات صغيرة وتتوسع وتسقط الدولة ؛ومن المعروف امتداد هذه الحروب لسنوات طويلة لأن أصل حروب الجيل الرابع والخامس هو حرب لتحقيق نصر سياسى من خلال كسر إرادة الشعب واحباطه ورفع تكلفة استمراره فى الحرب فهذا يعد ثقب أسود مالى خطير وإذا تطور الأمر ستظهر فورا جماعات إرهابية مدعومه ضد الميليشيات وما يحدث معروف ؛والجميع أيضا يعلم أيضا العلاقة الطيبة بين مصر والسودان ودعمهم دائما بعضهم لبعض؛ والسودان على حدود مصر الجنوبية وما يحدث للسودان الآن مقصود به مصر أيضا؛

الكيان والغرب يعرفون جيدا قوة الجيش المصرى وقوة الجيوش العربية وعلى رأسهم الجيش المصرى وأيقنوا ذلك وغيروا استراتيجيتهم منذ سنوات طويلة من الحروب العسكرية للحروب الأشد خطرا إلى وصولهم لحروب الجيل الخامس التى نفتح لها القوس بما تتضمنه من خصائص كثيرة؛ هذه الحروب لا تعرف لها مراكز ثقل محددة ليتم تدميرها ولا يمكن إدراكها من قبل الخصم فهى تعطى انطباع بأنها غير موجودة من الأساس فهى أشبه بدوامة عنف محركها الأساسى الإحباط وإنهاء الدولة فهذا أصعب وأشرس احتلال؛ ونرى تناول وسائل الإعلام احتجاز لجنود مصريين وبث ذلك بطريقة تجعل الشعب المصرى يرى أن ذلك إهانة للجيش المصرى؛

فيحدث أن يندفع الرئيس ويشن قرار نتائجه معروفة وهذا بالفعل ما يريده الكيان؛ فتتدخل أمريكا وإسرائيل ومنهم من يدعم مصر ومنهم من يدعم السودان وتتكرر السيناريوهات التى أسقطت الدول العربية وهذا الاحتمال ضعيف لأنهم يعلمون جيد أن الرئيس لن يفعل هذا مطلقا لحكمته ولأن الشعب المصرى والسودان وحكوماتهم أشقاء بينهم الخير والدعم دائما؛ ولكن خطتهم هى التدخل الآن بنغمة الدعم لوقف ما يحدث فى السودان ولا ننسى الملاك الحارس منظمة حقوق الإنسان التى لا تظهر بوجه أحد غير الدول العربية فالكيان المظلم اختصر الطريق بصراع ميليشيات يقودها حميدتى ضد دولة السودان وإذا لم يتم السيطرة السريعة على ما يحدث الآن فى السودان الموقف سيصبح متأزم وأول من يدفع الثمن هو الشعب السودانى الشقيق؛

فالكيان يريد حرب هجينة طويلة الأمد يضمن بقاءه بها وهيمنته والسيطرة على معظم الدول العربية وثرواتها وتقسيمها؛ ولا تنسى إسرائيل مؤتمر اللاءات الثلاثة فهى معروفة بحقدها الأسود الدائم وتعرف جيدا أن الشعب السودانى والجيش والتيارات الإسلامية الحقيقية لا تريد مطلقا التطبيع معها فاختصرت كل ذلك وبدأت فى مخططها الشيطانى فهذا هو مفهوم الحرب الخاطفة التى لا يشنها العدو بنفسه لكن فى نفس الوقت هو صاحبها الأساسى
حفظ الله السودان وشعبها وجيشها والجيش المصرى .

Ahmed Darwish

رئيس مجلس الإدارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار